💠 أجرة الراقي حق شرعي 💠

🔹هناك من يطعن في الرقاة بالجملة بدعاوى ظالمة ، فيجرمونهم لأخذهم الأجرة ، ويكيلون لهم التهم ويطعنون في دينهم وأمانتهم ونياتهم ويصفونهم بأقبح العبرات،ويصورونهم بأبشع صورة ويجتهدون في تشويه سمعتهم فيقولون عنهم  :

🔹 قطاع طرق وأنهم يسرقون الناس ويبتزونهم ويأخذون أموالهم بالباطل ..‼️

🔹 أنهم يخدعون المرضى  ويستغلون حاجتهم وضعفهم ومعاناتهم ..‼️

🔹لايجوز لهم أخذ الأجرة مقابل القرآن، إلا إذا أعطاهم المريض شيئاً من طيب نفس ..‼️

🔹أن القرآن لا يتاجر به ..‼️ 

🔹لا يجوز للرقاة أخذ أموال الناس إلا بشرط الشفاء ..‼️

🔹الرقاة لا يرقون لله بل من أجل المال ..‼️

🔹 لا تنفع رقية الرقاة الذين يأخذون مقابل على رقيتهم ..‼️

🔹 يقتاتون بآيات الله ..‼️

🔹إلى غير ذلك من الإتهامات  والطعن في النيات والمقاصد بالجملة رجماً بالغيب ، بدعوى حماية الدين وحراسة العقيدة غير مستندين في ذلك الى دليل شرعي صحيح أو صريح .

❎ فيحرمون عليهم ما أحله الله لهم ، مع أن الأدلة الشرعية من السنة الصحيحة والصريحة تنص على حل أخذ الأجرة نذكر منها :

💎1 - عن أبي سعيدٍ الخدريِّ - رضي الله عنه - : أنَّ ناسًا مِن أصحابِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أتَوْا على حيٍّ مِن أحياء العرَب، فلم يقروهم، فبَينما هُم كذلك إذ لُدِغ سيِّدُ أولئك، فسَعَوْا له بكلِّ شيء، لا يَنفعُه شيءٌ ، فقال بعضُهم : لو أتيتُم هؤلاءِ الرهطَ الذين قدْ نزلوا بكم ، لعلَّه أن يكونَ عندَ بعضهم شيءٌ ، فأتَوْهم، فقالوا : يا أيُّها الرَّهط ، إنَّ سيِّدَنا لُدِغ ، فسَعينا له بكلِّ شيء ، لا يَنفعُه شيءٌ ، فهل عندَ أحدٍ منكم شيءٌ؟ فقالوا : إنَّكم لم تقرونا ، ولا نَفعل حتى تجعلوا لنا جُعلاً ، فجَعَلوا لهم قطيعًا مِن الشاء ، فجعَل يقرأ بأمِّ القُرآن ، ويَجْمَع بُزاقَه، ويتْفُل، فبَرَأ ، حتى لكأنَّما نَشِط مِن عقال ، فانطَلق يَمشي ما به قَلَبةٌ ، فأتوا بالشاء ، فقالوا : لا نَأخُذُه حتى نسألَ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسألوه، فضَحِك، وقال: ( وما أَدْراك أنَّها رُقية؟! خُذُوها واضرِبوا لي بسَهْمٍ)؛ 

رواه أحمد والبخاري ومسلم.

 💎2 - عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما -: أنَّ نفرًا مِن أصحابِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مرُّوا بماءٍ فيهم لديغ ، أو سَليم فعرَض لهم رجلٌ مِن أهل الماء ، فقال: هل فِيكم مِن راق ؟ إنَّ في الماءِ رجلاً لديغًا، أو سليمًا ، فانطلق رجلٌ منهم، فقرأ بفاتحةِ الكتابِ على شاء، فبَرأ، فجاءَ بالشاء إلى أصحابِه ، فكَرِهوا ذلك ، وقالوا: أخذتَ على كتابِ الله أجْرًا ! حتى قدِموا المدينة، فقالوا: يا رسولَ الله ، أخَذَ على كتابِ الله أجرًا! فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: 

( إنَّ أحقَّ ما أخذتُم عليه أجْرًا كتابُ الله ).      رواه البخاري.

💎3 - عن خارجةَ بنِ الصلت التميميِّ، عن عمِّه : أنَّه أتَى رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأسْلَم، ثم أقبل راجعًا مِن عندِه، فمرَّ على قومٍ عندَهم رجلٌ مجنون، مُوثَق بالحديد، فقال أهلُه: إنَّا حُدِّثْنا أنَّ صاحبكم هذا قد جاءَ بخير؛ فهل عندَك شيءٌ تداويه ؟

قال : فقلنا: نعَمْ ، فرقيتُه بفاتحةِ الكتاب، فبَرأ ، فأعطوني مائةَ شاة ، فأتيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخبرته ، فقال : ( هل قُلتَ غير هذا  ؟ ) قلت : لا ، قال : ( خُذها فلَعمري لَمَن أكَل برُقيةِ باطل، لقدْ أكلْتَ برُقيةِ حق ). 

رواه أحمدُ، وأبو داود، والنسائي في "الكبرى".

 وفي رواية : ( فرَقاه بفاتحةِ الكتاب ثلاثةَ أيَّام غدوةً وعشية، كلَّما ختمَها جمع بزاقَه ثم تفَل ، فكأنَّما أنشط مِن عقال ، فأعْطَوه شيئًا ). 

رواه أبو داود.

❎ وللأسف أننا نجد من يقلل من العمل الجبار الذي يقوم  به الرقاة ، ممن قد خبروا وعرفوا وعانوا من هذه الأمراض والجهد الكبير الذي يقدمه الراقي من عمل مبارك ومحمود ..‼️

🔹فالرقاة على ثغرة عظيمة يذودون فيها عن المسلمين وعن دينهم وعقيدتهم وعقولهم وأبدانهم وأموالهم، ويتصدون للسحرة المجرمين ويفضحون أعمالهم وللجن والشياطين ..‼️

🔹ويلاقون بسبب عملهم هذا ما يلاقونه من الأذى العظيم في أنفسهم وإسرهم وأولادهم وبيوتهم وإزواجهم من الشياطين ..‼️

🔹إضافه الى الجهد الكبير لأصواتهم وحلوقهم وأبدانهم وأوقاتهم  ، وللأسف لا نجد من يقدر و يثمن ذلك إلا من رحم الله ..!! 

🚫فنرى البعض يغمطون حق الرقاة :

🔹ويستقلون جهدهم وتعبهم ويستسغرون عملهم ومايلاقونه من أذى السحرة والشياطين، ويستثقلون عليهم أجرتهم، ويتجاهلون جهدهم وتفرغهم وضياع سويعات عمرهم وهم يقارعون السحرة المجرمين والجن والشياطين والمردة والعفاريت، ويصبرون على ردات فعلهم الإنتقامية ..!! 

🔹يتغاضى البعض إلى ما يحتاجه الرقاة مقابل تفرغهم وأنقطاعهم، وعن مايحتاجون إليه من أسباب العيش الكريم ليستمروا في عملهم ليسد ثغرة عظيمة يؤتى المسلمين من قبلها . 

🔹 يجاهل البعض ما يتكلفه الرقاة من ميزانية تشغيلة لمراكزهم و  عيادتهم و مقرات عملهم من إيجارات مباني وأجور عمال وقراء مساعدين ومسلتزمات ووسائل وحاجيات . 

🔹 لاينظرون إلى الحسنات والإيجابيات الكثيرة وللحالات التي قد شفيت والنتائج المفيدة التي ظهرت، وإلى العمل الدعوي والتوعوي الذي يقومون به  . 

🔹إلى غير ذلك من الأمور التي يتم تجاهلها وغض الطرف عنها ..!! 

🚫 وعليه ... فكأن المطلوب من الراقي ، أن يبقى وقفاً لله تعالى على الدوام ، يقتات على الهواء ويرقي الناس في العراء وليس بحاجة إلى الغذاء والدواء والكسوة والدفاء وليس بحاجة العيش الكريم ..‼️

🔹حتى لا يكلف المرضى أنفسهم 

دفع الأجرة المشروعة للرقاة لسد حاجتهم والوفاء بإلتزاماتهم وسداد تكاليف عملهم وعيشهم كغيرهم من الناس الذين يأخذون أجرتهم مقابل تقديم خدمةً جليلة للناس  ..!!

🔴 ولذلك لا يجوز لأحد بأي حال من الأحوال ، أن يحملوا كل الرقاة جريرة واخطاء وتجاوزات البعض من الرقاة حتى يسيئوا إلى جميع الرقاة بشكل عام .. ‼️

🔹كما ولا يجوز أن نغمط حق الرقاة ونظلمهم ونتجاهل مجهودهم وخطورة عملهم ، ونعوذ بالله من الخذلان ، ومن الوقوع في البهتان، ومن الإستطالة في أعراض المسلمين دون وجه حق. 

 ▫️فقد قال ربنا تبارك وتعالى : { وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} (النساء/ 112) 

▫️وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}  (الأحزاب/ 58). 

▫️وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال، حتى يخرج مما قال ) . 

رواه أحمدوأبوداود وصححه الألباني

▫️وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته) . رواه مسلم 

💠 وفي المقابل ينبغي على الرقاة أن يلتزموا الإخلاص في عملهم ويحتسبوا الأجر والثواب من رب العباد ..‼️

▫️وأن تكون غايتهم منفعة المسلمين والذب عنهم ورفع الضيم منهم والتصدي للسحرة والشياطين المستهدفين لهم ..‼️

▫️وأعتبار أخذ الأجرة وسيلة لا غاية أو هدف ..‼️

▫️ وأخذ الأجرة الشرعية بالمعقول دون مغالاة أو أستغلال أوأنتهاز ..‼️

▫️والمصداقية مع المرضى في العلاج والتشخيص، والشعور بهم وبمعاناتهم ، والتخفيف عنهم والتعاون معهم قدر الإمكان والإستطاعة ..‼️

▫️وعدم رد الفقراء ممن لا يملكون رسوم جلسات الرقية حتى لا يكونوا ممن قال الله فيهم : { فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ }  القلم (24). 

مـــنــقــول " بتصرف "