مبحث :
(( الاصول الشرعيه في تفسير الاحلام المناميه))
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورقة بحثيَّة في علم تفسير الرؤى وقواعده وفقًا للأصول الشرعيَّة الإسلاميَّة
على مذهب أهل السُّنَّة والجماعة
إعداد
الفقير الى الله
مؤلف كتاب شمس دنيا المنام
مفسِّر الرؤى وباحث في علم تفسيرها
القاعدة الأولى
أعمال البرِّ والإحسان التي يقوم بها الرائي في الرؤيا تجاه الآخرين
مردودة إليه في اليقظة، وكذلك الإيذاء مردود عليه.
=================
ومعنى ذلك أن يرى الشخص نفسه في المنام يقوم بأيِّ عمل من أعمال الخير تجاه الآخرين كالصدقة للفقراء، والرحمة بالضعفاء، والعطف على المساكين، أو الشفاعة الحسنة للمغلوبين، والانتصار للمظلومين...إلخ، أو - على العكس - أن يرى نفسه يقوم بعمل من أعمال الأذى تجاه الآخرين كالسبِّ، والضرب، والسرقة، والتعالي، والمنِّ...إلخ.
وهذا النوع من الرؤى قد يتمُّ تفسيره في كثير من الأحيان بأن ينعكس معناه على الرائي في يقظته كمثوبة من الله (تعالى)، أو كعقوبة منه (سبحانه).
والدليل على صحة هذه القاعدة هو قول الله (تعالى): ﴿وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الصافات:39)، وكذلك قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)﴾ (سورة الزلزلة).
وقد تناول القدماء هذه القاعدة في كتبهم، ولكن لم يضعوا لها الضوابط المطلوبة، فكانوا يقولون الضارب في الرؤيا مضروب في اليقظة والعكس، والشاتم في الرؤيا مشتوم والعكس، والآخذ في الرؤيا مُعطٍ والعكس...إلخ.
ومن أمثلة هذا النوع من الرؤى:
1. شخص يعاني من أزمات كثيرة رأى نفسه في المنام يحتضن طفلًا صغيرًا ويعطف عليه. فهذه رؤيا يرحم فيها الرائي طفلًا صغيرًا، فيمكن أن يتمَّ تفسيرها بأنَّ الله (تعالى) يرحم الرائي في اليقظة.
2. شخص رأى نفسه في المنام يأوي في منـزله شخصًا مسكينًا بلا مأوى. فهذه الرؤيا قد تدلُّ على بشرى بمسكن أو مأوى للرائي نفسه.
3. شخص مريض رأى نفسه في المنام يصطحب مريضًا إلى المستشفى ويدفع له ثمن العلاج حتَّى شفي المريض وخرج من المستشفى. فلعلَّ هذه الرؤيا تدلُّ لهذا الرائي على أنَّ الله (تعالى) يرزقه بمن يقوم معه في اليقظة بمثل هذا العمل أو ما يشبهه.
4. شخص فاسد رأى نفسه في المنام يتآمر ويكيد لشخص، ويتسبَّب له في أذى. فهذه الرؤيا قد تدلُّ على أنَّ الله (تعالى) يبتلي هذا الرائي في اليقظة بمن يقومون معه بهذه الأعمال.
5. امرأة غير متزوجة رأت نفسها في المنام تعين أختًا لها على الزواج. فلعلَّ هذه الرؤيا تدلُّ للرائية على أنَّها سوف يأتيها من يخطبها في اليقظة.
6. رجل رأى أنَّه يطعم ناس جوعى. فقد تدلُّ له هذه الرؤى على بشرى بالرزق بإذن الله (تعالى).
7. رجل رأى أنَّه يقول لامرأة: أبلغي سلامي لزوجك وأولادك، فقد تدلُّ هذه الرؤيا للرائي على أنَّ الله (تعالى) يكرمه بزوجة وأولاد، ويسلِّم له حياته الزوجية من المكروهات بفضله وكرمه (سبحانه).
8. رجل رأى أنَّ جدته قد انكسرت مرآتها، فأعطاها مرآة جديدة وجميلة بدلًا منها، فقد تدلُّ له هذه الرؤيا على أنَّ الله (تعالى) يبدله بامرأة أو زوجة خير من أخرى.
ويُحكى في هذا السياق أنَّ رجلًا نحسبه من الصالحين كان قد ابتُلي بهمٍّ شديد ووحدة لفترة طويلة من الزمن، فكان يدعو الله (تعالى) بالفرج. وفي ليلة نام فرأى كأنَّ طفلًا صغيرًا مجهولًا في بيته، وكأنَّ هذا الطفل في حالة إهمال، ولم يغتسل منذ وقت طويل، ويحتاج لقضاء حاجته، ولكن لا يوجد من يعتني به. فقال له الرائي في المنام أنـَّه سيقوم بإدخاله الحمَّام حتى يُغسِّله، ويجعله يقضي حاجته. ففُسِّرت الرؤيا على أنَّها فرج للرائي من همومه على أساس هذه القاعدة السابق ذكرها.
وينبغي على المفسر أن يراعي بعض الضوابط في استخدام هذه القاعدة، ومنها:
1. يُفضَّل استخدام هذه القاعدة إذا كان من يقوم الرائي تجاهه بالعمل في المنام مجهولًا؛ لأنَّ الشخص المجهول أقوى في الدلالة على معنى (كالرحمة مثلًا)، بينما الشخص المعروف للرائي في الرؤيا (كابنه، أو أخيه، أو صديقه مثلًا) أقوى في الدلالة على نفس هذا الشخص أو على شخص آخر مثله.
فمثلًا: في المثال الأول من الأمثلة السابقة يُفضَّل أن يكون الطفل الصغير مجهولًا للرائي حتَّى يتمَّ تطبيق هذه القاعدة. أمَّا إذا كان الطفل معلومًا للرائي (كأن يكون ابنه مثلًا)، فقد تدلُّ الرؤيا حينئذٍ على خير يناله الطفل على يد والده، بينما يضعف هنا احتمال أن يكون المقصود بالرؤيا معنى الرحمة العائد على الرائي في اليقظة. ومع ذلك، فلا مانع من تطبيقها في رؤيا الأشخاص المعروفين أيضًا بحسب ما يتناسب ويتقارب مع أحوال الرائي وظروفه.
2. لا يتمُّ تطبيق هذه القاعدة إذا كان الرائي صالحًا وقد رأى نفسه يسيء لشخص فاسد في الرؤيا أو فاسد في اليقظة. فمثلًا: مسلم صالح رأى نفسه في المنام يسبُّ أو يضرب شخصًا يغتصب امرأة مسكينة في الرؤيا، أو رأى نفسه يسيء إلى شخص فاجر مجاهر بفجوره في اليقظة، فلا تدلُّ هذه الرؤيا حينئذٍ على أنَّ الرائي سيُضرَب أو يُشتَم في اليقظة، أي لا تعود الرؤيا على الرائي بالشرِّ في هذه الحالات وأشباهها.
3. ينبغي أن تُراعى أحوال الرائي وظروفه عند تطبيق هذه القاعدة، فلا يُبشَّر الفاسد، ولا يُنذَر الصالح، ولا يُبَّشر بالشفاء من هو غير مريض، ولا بالمأوى والسكن من هو غني...إلخ.
حكاية مفيدة (1): رأى رجل مسلم غير متزوِّج نحسبه من الصالحين أنـَّه يجلس في سيَّارة في المقعد المجاور للسائق، وكأنـَّه يأمر السائق بالمعروف وينهاه عن المنكر. الرؤيا كلُّها تحدث في داخل السيارة.
تبدأ الرؤيا عندما خرج السائق فجأة أو بسرعة من شارع جانبيٍّ أو فرعيٍّ إلى شارع آخر متقاطع معه، وكاد أن يصطدم بسيارة تعود إلى الخلف في هذا الشارع. فحذَّره الرائي وأخبره أنـَّه ينبغي عليه أن يحترس في مثل هذا الموقف ولا يخرج من الشارع بهذا الشكل رغبة في وصول سريع إلى المكان المطلوب.
ثم نحسب أنَّ الرائي قد قال له: كن حريصًا في القيادة من أجل زوجتك وأولادك. ألا تريد أن تعود لهم؟
ثم نحسب أنَّهم دخلوا في ميدان عام، وكأنَّ سيارة نقل ضخمة جدًّا تمرُّ قريبة منهم. فكأنَّ الرائي قال له: احترس من هذه السيارة ودعها تمرُّ.
ثم لاحظ الرائي أنَّ السيارة التي يركباها كأنَّها مفتوحة ولا يوجد بينها وبين الشارع ساتر. فكأنـَّه قال للسائق أن يستره بشيء لأنـَّه يشعر بهذا الشكل كأنـَّه يجلس في الشارع، ثم كأنَّ السائق قد ستره بشيء ساتر.
هذه الرؤيا هي من رؤى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهو نوع من الإحسان المردود على صاحبه في اليقظة بمشيئة الله (تعالى).
عندما ذهب الرائي للمفسر بهذه الرؤيا، فسرها له كالتالي:
1. يكفيك الله (تعالى) شرَّ مصيبة الفجأة.
2. تتزوَّج وتنجب ويحفظك الله (تعالى) لزوجتك وأولادك.
3. ينجيك الله (تعالى) من المصائب الكبيرة.
4. يكرمك الله (تعالى) بنعمة الستر وعدم الفضيحة.
لاحظ كيف ارتدَّ الخير الذي فعله الرائي في الرؤيا عليه بنفس الكيفيَّة في اليقظة بفضل الله (عز وجل) وكرمه وفضله (سبحانه).
حكاية مفيدة (2): يُحكى أنَّ شابًّا مسلمًا نحسبه من الصالحين يعيش في إحدى البلاد المتخلِّفة ذات الظروف العصيبة، وكان لهذا الشاب أمنيات يسأل الله (تعالى) أن تتحقق. وفي يوم من الأيام، نام هذا الشاب فرأى في منامه أنـَّه في ألمانيا، وأنـَّه من المفترض أن يعود إلى بلده في اليوم التالي، ففكَّر في أنـَّه ينبغي عليه أن يعرف إن كان أخواه يريدان منه أن يشتري لهما شيئًا قبل أن يعود، وذلك على الرغم من تقصيرهما في علاقتهما معه (كان يفكر في ذلك خلال الرؤيا)، ثم اتصل بوالدته في الهاتف، وربَّما يكون قد سألها إن كان أخواه يريدان منه شيئًا. انتهت الرؤيا.
ذهب الشاب بهذه الرؤيا للمفسِّر، فسأله عن أحوال أخويه معه، فقال: هما أغنى منِّي مالًا، وأكثر استقرارًا، وأسعد حالًا بالدنيا ونعيمها، ولهما زوجان وليس لي، وهما مقصِّران في حقِّي، ولا يصلاني بالقدر المطلوب، لكنِّي أتجاوز عنهما.
فقال له المفسِّر: أبشر بفضل الله (عزَّ وجلَّ)، ولعلَّك قريب من تحقيق أمنياتك بمشيئة الله (تعالى)، فربَّما تدلُّ لك ألمانيا في الرؤيا على المُنيَة والأُمنيَّة.
فسأله الشاب: وما هي هذه الأمنيات التي تتحقَّق؟
فأجاب المفسِّر: أمنيات تتعلَّق بأحوال إخوتك في الحياة...أمنيات الشباب وطموحاتهم يا رجل! ألا تقول أنَّهما أسعد منك حالًا وأغنى منك مالًا ولهما زوجان وليس لك؟!
فردَّ السائل: أحسنت! ولكن ما بالي أكلِّم أمِّي في الرؤيا لأسألها هي؟ لماذا لا أكلِّمهما مباشرة؟ هل لأمِّي هنا دلالة؟
فأجاب المفسِّر: للأم في الرؤيا تفسيرات عديدة، فهي تارة رحمة من الله (تعالى)، وتارة أرضك وبلدك التي ولدت فيها...ألَّا تذكر أيَّة تفاصيل أخرى في الرؤيا لاسيَّما في مسألة مكالمتك لأمِّك؟
فردَّ السائل: بلى!! تذكَّرت أنِّي كنت أحدِّثها في هاتف من النوع القديم ذي الأقراص الدوَّارة، وهو نوع قديم متخلِّف من الهواتف لا يستعمل في هذا الوقت.
فقال المفسِّر: إذن فهي نعمة تأتيك في بلدك بمشيئة الله (تعالى)، أليست من البلاد المتخلِّفة؟ وأيضًا ألم تر في الرؤيا أنَّك تستعدُّ للعودة إليها؟
أجاب الرائي: بلى!
فقال المفسِّر: أبشر بقرب تحقق هذه الرؤيا بمشيئة الله (تعالى)؛ لأنَّك رأيت أنَّك تعود إلى بلدك في اليوم التالي، فهذا وقت قصير، عسى أن يدلَّ على قرب وقوعها بمشيئة الله (عزَّ وجلَّ)، بل أبشر بنعمة فوق ما عند أخويك؛ لأنـَّك أنت المعطي في الرؤيا، وهما الآخذان، والنبيُّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) يقول: «اليد العليا خير من اليد السفلى» (مُتَّفق عليه).
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الثانية
التقوى في الرؤيا فرج من هموم وتيسير أمور
================
ومعنى هذه القاعدة أنَّ المسلم إذا ما رأى في منامه أنـَّه يقوم بعمل يمكن وصفه بأنَّ فيه تقوى لله (تعالى) أو مراقبه له (سبحانه)، فإنَّ هذه الرؤيا يمكن تفسيرها على أنها فرج من الهموم وتيسير للأمور للفاعل في الرؤيا. وتتحدَّد نوعيَّة هذا الفرج أو التيسير بحسب العمل الذي يقوم به الشخص في الرؤيا.
ومن أمثلة هذه الأعمال التي قد يراها النائم في رؤياه: التورُّع عن إيذاء الناس لوجه الله (تعالى)، وتحرِّي الصدق في الكلام لوجه الله (تعالى)، ومراعاة الضمير في كلِّ عمل لوجه الله (تعالى)...إلخ.
والدليل على هذه القاعدة هو قول الله (تعالى): ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ (سورة الطلاق)، وكذلك قول الله (تعالى): ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ (الطلاق:4).
ومن أمثلة هذا النوع من الرؤى:
1.مسلم رأى نفسه في المنام يتعامل مع جماعة من المُعاقين أو المرضى بنوع من التقوى، والأخلاق، والرحمة لوجه الله (تعالى). فقد تدلُّ له هذه الرؤيا على فرج من أمر يعوق حياته أو يقيِّد أموره (المعاقين)، أو قد تدلُّ أيضًا على شفاء من مرض (المرضى).
2. مسلم رأى نفسه في المنام يتورَّع عن اغتياب شخص لوجه الله (تعالى). فقد تدلُّ هذه الرؤيا للرائي على أنَّ الله (تعالى) يكفيه شرَّ فضائح أو كلام سوء يمكن أن يصدر عن هذا الشخص أو مثيله في حقِّ الرائي.
3. مسلم رأى نفسه في المنام يتورَّع عن شرب الخمر لوجه الله (تعالى). فقد تدلُّ له هذه الرؤيا على أنَّ الله (تعالى) يحفظ له قوَّه عقله، وذكائه، ونبوغه الفكريِّ.
4. مسلم رأى نفسه في المنام يتورَّع عن أكل لحم الخنـزير أو تدخين السجائر لوجه الله (تعالى). فقد تدلُّ له هذه الرؤيا على أنَّ الله (تعالى) يحفظ له صحَّته أو جهازه الهضميِّ أو التنفُّسيِّ.
5. مسلم رأى نفسه في المنام يتورَّع عن لعب الميسر لوجه الله (تعالى). فقد تدلُّ له هذه الرؤيا على أنَّ الله (تعالى) يحفظ له ماله من الضياع.
6. مسلم رأى نفسه في المنام يتورَّع عن الانتحار لوجه الله (تعالى). فقد تدل له هذه الرؤيا على أنَّ الله (تعالى) يحفظ له حياته.
وهكذا…
وينبغي للمفسر أن يراعي أن يتناسب التفسير مع أحوال الرائي، فيربط بين ما يحتاجه الرائي من البشرى، والمعنى الذي قد يصل إليه في تفسير الرؤيا باستخدام هذه القاعدة.
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الثالثة
من حكى همومه، أو مخاوفه، أو مظلمته في الرؤيا،
أو من ضايقته همومه، أو أقلقته، أو فكَّر فيها في الرؤيا،
نجا منها في اليقظة بفضل الله (تعالى)
==================
ومعنى هذه القاعدة أنـَّه إذا رأى مسلم نفسه في الرؤيا يحكي لشخص آخر مثلًا عن همٍّ يُعاني منه، أو شيء يخاف منه، أو ظلم وقع عليه، فقد تُفسَّر هذه الرؤيا على أنَّها نجاة للرائي من هذه الأمور.
والدليل على هذه القاعدة هو قول الله (تعالى): ﴿فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (القصص:25).
وكذلك إذا رأى مسلم نفسه في المنام مهمومًا، أو مشغولًا، أو قلِقًا بشيء من همومه في اليقظة، كان ذلك بشرى بالنجاة والفرج من هذا الهمِّ أو الضيق بمشيئة الله (تعالى).
والدليل على ذلك قول الله (تعالى): ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾ (محمد:2)، وكذلك قول الله (تعالى): ﴿سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ﴾(محمد:5).
وتكثر هذه النوعية من الرؤى في منامات المسلمين. ومن أمثلتها:
1. مسلم رأى نفسه في المنام يقصُّ على شخص آخر كيف أنَّ زوجته تركته وظلمته. فقد يدلُّ له ذلك على أنَّ الله (تعالى) يفرِّج عنه هذا الهمِّ، ويعوِّضه عن هذا الظلم، وربَّما يكون هذا الفرج أو العِوَض على يد من حكى له الرائي في رؤياه أو مثيله في صفة معيَّنة.
2. مسلم صالح فقير رأى نفسه في المنام يفكِّر في أنـَّه بسبب الفقر يمكن أن يسرق، وأنـَّه سوف يدخل السجن، وستنتهي حياته، ويفتضح أولاده. فقد تدلُّ هذه الرؤيا على عدم حدوث كلِّ هذه الأشياء له بفضل الله (تعالى)، ورحمته وكرمه (سبحانه)، وأنَّ الله (تعالى) سيرزقه من المال ما يكفيه شرَّ هذه الأمور.
3. مسلم رأى نفسه في المنام يخاف أن يحدث له مكروه، أو أنـَّه يخشى من ذلك، أو أنَّ هذا يشغل باله وتفكيره. فقد تدلُّ له هذه الرؤيا على نجاته بفضل الله (تعالى) وحفظه (سبحانه) له من هذا المكروه.
4. شاب مسلم رأى نفسه في المنام يشكو لأحد أقاربه من ارتفاع تكاليف الزواج في بلده بشكل أصبح معه الزواج شبه مستحيل. فقد تدلُّ هذه الرؤيا لهذا الشاب على أنَّ الله (تعالى) سوف يـيسِّر له الزواج بفضله (عزَّ وجلَّ)، ورحمته، وكرمه (سبحانه).
وهكذا...
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الرابعة
نصرة المسلم لله (تعالى) في الرؤيا تدلُّ على نصرة للرائي في اليقظة
================
ومعنى هذه القاعدة أنـَّه إذا رأى المسلم نفسه في الرؤيا يقوم بعمل فيه نصرة لله (تعالى) ولدينه (سبحانه)، فهو بشرى بنصرة للرائي بمشيئة الله (تعالى)، وذلك لقول الله (تعالى): ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (مُحمَّد:7). أمَّا عن مجال هذه النصرة للرائي، فقد يتحدَّد بناء على الموقف الذي رأى المسلم نفسه فيه في المنام ينتصر لله (تعالى).
ومن أمثلة هذا النوع من الرؤى:
1. رؤيا مسلم في المنام لأحد الفاسدين يهاجمون الإسلام، فثار غضبه لله (تعالى)، وردَّ ردًّا قويًّا على ما سمعه منه. فقد تدلُّ هذه الرؤيا لهذا المسلم على نصرة من الله (تعالى) له على هذا الشخص، أو على أشخاص أمثاله، أو في مجال له علاقة بهذا الشخص أو بما يمثِّله من معنى.
2. رؤيا مسلم في المنام أنـَّه يُدشِّن موقعًا إلكترونيًّا للدفاع عن النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم). فقد تدلُّ هذه الرؤيا لرائيها على أنَّ الله (تعالى) يدافع عن شرف الرائي ويحفظ له كرامته.
3. رؤيا مسلم في المنام أنـَّه يقاطع بضائع دولة معيَّنة صدرت منها إساءات للنبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم). فقد تدل هذه الرؤيا لرائيها على أن الله (تعالى) يغنيه من فقر.
حكاية مفيدة: يحكى أنَّ مسلمًا نحسبه من أهل العلم والأخلاق، إلَّا أنـَّه قد ظُلم في مجتمعه بين أهله وناسه، فلا هم اعترفوا له بعلم فكرَّموه، ولا اعترفوا له بخُلُق كريم فعاملوه بما يستحقُّ، وهذا كعادة العديد من أصحاب العلم والمواهب في بلادنا. فرأى هذا الشاب في ليلة أنـَّه يستمع للمؤذن يقول: ...أنَّ محمدٌ...، فاعترض الشاب في المنام على هذا الخطأ، وقال أنَّ الصواب هو ...أنَّ محمَّدًا...(لأنَّه اسم أنَّ منصوب منوَّن، وليس مرفوعًا)، ففُسِّرت له الرؤيا بأنَّ الله (تعالى) سيصلح له أوضاعه بما يستحقُّ، وأنَّ أحواله ستتبدل وتنصلح بفضل الله (تعالى).
وهكذا...
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الخامسة
كلُّ ملبوس في الرؤيا قد يدلُّ على زوجة للرجل أو زوج للمرأة
===============
ومعنى هذه القاعدة أنَّ أيَّ شيء قد يرى الشخص نفسه يلبسه في الرؤيا - سواء كان هذا الشخص رجلاً أو امرأة – قد يدلُّ على زوج للمرأة أو زوجة للرجل. وذلك بصرف النظر عن نوع هذا الملبوس (قميص، سروال، حذاء، جورب، قُبَّعة، أقراط، خاتم...إلخ).
والدليل على هذه القاعدة هو قول الله (تعالى): ﴿...هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ...﴾(البقرة:187).
والحقيقة، أنَّ الملبوس في الرؤيا قد يدلُّ للرجل على امرأة تربطه بها علاقة شرعيَّة أو غير شرعيَّة بصرف النظر عن كونها زوجة أو غير زوجة، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة أيضًا؛ لأنَّ اللباس هنا رمز للارتباط العاطفيِّ أو الجسديِّ بين الرجل والمرأة بصرف النظر عن شرعيَّة العلاقة أو عدم شرعيَّتها.
ويمكن أن يستنتج المفسر شرعيَّة أو عدم شرعيَّة هذه العلاقة من خلال تفاصيل الرؤيا وأحوال الرائي.
ومن ضمن هذه الملبوسات: القميص، الثوب، السروال، الحذاء، الجورب، القُبَّعة، الحَلَق (للمرأة)، الملابس الداخلية، المعطف، القفَّازات، الفستان...إلخ.
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة السادسة
كلُّ ما يراه الرجل تحته في الرؤيا قد يدلُّ في اليقظة على زوجة أو امرأة
================
ومعنى هذه القاعدة أنَّ أيَّ شيء يراه رجل في الرؤيا تحته قد يدل له على زوجة. ومن أمثلة ذلك: الكرسيُّ الذي يجلس عليه الرائي، أو السجَّادة التي يجلس أو يمشيء عليها، أو أرض يسير عليها الرائي، أو طابق أسفل منه في مبنى في الرؤيا، أو بلد يطير فوقها بالطائرة، أو حائط يقف الرائي فوقه، أو أيُّ شيء يتسلَّقه الرائي في الرؤيا كالجبل أو السُّلَّم، أو شيء ما تحت قدميه، أو شيء ينام عليه، أو شيء يصعد فوقه، أو امرأة يجلس على حِجْرِها...إلخ. المهم أن يكون الشيء (أو المرأة) تحته في الرؤيا.
والدليل على هذه القاعدة هو أنَّ القرآن الكريم قد عبَّر عن العلاقة الزوجيَّة بين الرجل والمرأة بالتحتِيَّة كما في قول الله (تعالى): ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ...﴾(التحريم:10).
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة السابعة
كلُّ ما يخرج من جسم الإنسان في الرؤيا قد يدلُّ على زوج أو زوجة
=====
قد يدلُّ ما يخرج من جسم الإنسان في الرؤيا على زوج أو زوجة؛ لقول الله (تعالى): ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا...﴾(الروم:21).
فالطفل الصغير الذي يخرج من بطن المرأة الحامل قد يدلُّ على زوج، والشَّعر قد يدلُّ للرجل والمرأة على زوج؛ لأنَّه يخرج من الجسم. وقد تدل جميع الإفرازات التي تخرج من الجسم أيضاً على زوج، ومن ضمنها: البول، الغائط، الريح، الدم، القيء، اللُعاب، هواء التنفُّس، الدمع، المُخاط، الصديد، الوَرَم...إلخ.
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الثامنة
كلُّ ما يدخل جسم الإنسان قد يدلُّ على مال يكتَسِبُه، وكلُّ ما يخرج من جسمه قد يدلُّ على مال يُخرِجُه
================
في بعض الرؤى قد يتمُّ تفسير ما يخرج من جسم الإنسان على أنـَّه مال يُخرجه، بينما يتمُّ تفسير ما يدخل إلى جسم الإنسان على أنـَّه مال يكتسبه؛ وذلك للتشابه بين اكتساب المال ودخول الشيء الجسم، وبين إخراج المال وخروج الشيء من الجسم.
ومن أمثلة ما يدخل الجسم:
الأطعمة بجميع أنواعها، المشروبات بجميع أنواعها، الهواء يتنفَّسه الإنسان، الأدوية بجميع أنواعها، الدم كما في عمليَّات نقل الدم، الأعضاء كما في عمليَّات نقل الأعضاء، نُطفة الرجل (في حالة المرأة المتزوِّجة)...إلخ
ومن أمثلة ما يخرج من جسم الإنسان:
بول، غائط، ريح، دم، قيء، لُعاب، هواء التنفُّس، شَعر، دمع، مُخاط، صديد، وَرَم، طفل (في حالة المرأة)...إلخ.
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة التاسعة
حسن حال الفاسد في المنام سوء حاله في اليقظة، وسوء حال الصالح في المنام حسن حاله في اليقظة
=================
من المآسي التي ابتلي بها المسلمون هي الإسراع في الحكم على الناس من خلال الرؤى، ولو كانت أدلَّة الواقع تخالف هذا الحُكم.
فمثلًا: شخص فاسد، لم يُعرف عنه تقوى لله (تعالى) في يوم من الأيام، فلا صلاة، وزكاة، ولكن كذب، ونفاق، وسوء أخلاق، ثم تجد امرأة تقول: رأيت هذا الشخص في المنام أنَّ وجهه أبيض يُشع نورًا، وتستدلُّ بهذه الرؤيا على أنـَّه شخص صالح، وتبني على ذلك أحلامًا وأوهامًا رغم ظهور الدليل الواقعيِّ القاطع على فساده!
ولا شكَّ أنَّ هذه المرأة قد أخطأت إذ ظنَّت أنَّ الرؤيا يمكن أن تكون دليلًا على صلاح أنسان ظهر من الأدلَّة والبراهين في الواقع ما يدلُّ على فساده.
وعلى النقيض، مسلم صالح، شهد له الناس بأنـَّه إنسان طيِّب من أهل الخير، معروف بالتقوى وحسن الأخلاق، ثم تأتيك طليقته على سبيل المثال فتقول لك أنـَّها قد رأت في المنام أنَّ وجهه أسود، وأنـَّه في جهنم، وتستدلُّ من خلال هذه الرؤيا على أنـَّها إنسانة مسكينة وبريئة، وأنـَّه شخص مجرم، رغم أنَّ الواقع قد يكون بعيدًا تمامًا عن ذلك.
ولكي نضع حدًّا وفاصلًا لهذا العبث، فلا بدَّ أن نقرِّر هنا قاعدة مهمَّة، وهي أنَّ الأصل في تحديد صلاح الإنسان أو فساده هو علاقته بالله (تعالى) وعلاقته بالناس، أمَّا الرؤى فلا تصلح أن تكون وحدها فقط دليلًا على ذلك، بل تصلح أن تكون دليلًا مع أدلَّة أخرى واقعيَّة تؤيِّد ما جاء فيها.
وربَّما لا يعرف الكثير من الناس أنَّ الرؤيا التي قد يتصوَّر المسلم أنَّها تدلُّ على صلاح شخص قد تكون دليلاً على فساده.
فمثلًا: في الرؤيا السابقة الأولى التي رأت فيها المرأة وجه الرجل أبيض يشعُّ نورًا، والتي حكمت على الرجل فيها بالصلاح بناء على قول الله (تعالى): ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)﴾(سورة آل عمران)، هي اعتقدت أنَّ بياض الوجه والنور لا بدَّ أن يدلَّ على خير دائمًا وفي أيِّ رؤيا؛ لقول الله (تعالى): ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ﴾(النور:35).
هكذا تصوَّرت الأخت الفاضلة، فحكمت على المشهود له بالفساد أنـَّه من الصالحين، فهي لا تعرف - مع الأسف - أنَّ هذه الرموز قد تدلُّ أيضًا على فساد الرائي في بعض الرؤى، فأمَّا بياض الوجه فقد يدلُّ على نفاق أو خداع؛ لأنَّ موسى (عليه السلام) أخرج يده بيضاء للناظرين، ولم يكن هذا هو لونها الحقيقي، أو كما يقول الله (تعالى): ﴿وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ﴾ (الشعراء:33)، وأمَّا النور، فقد يدل على النفاق أيضًا؛ لقول الله (تعالى): ﴿ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ﴾ (البقرة:17)، فالنور في الرؤيا قد يدلُّ على ذهاب نور (راجع قاعدة التفسير بعكس المعنى).
أمَّا المسلم الصالح الذي افترضنا أنَّ المرأة قد رأته أسود الوجه، وأنـَّه في جهنم، فأمَّا جهنم فقد تدلُّ على بلد غير مسلم يسافر إليه هذا الرجل؛ لأنَّ جهنم هي موطن لغير المسلمين، وأمَّا السواد، فقد يدلُّ على أنَّ هذا الرجل سوف يسود على هؤلاء القوم (راجع قواعد التفسير بعكس المعنى، وبقلب المعنى، وبالتشابه).
وبناء على ما سبق نقول أنَّ حُسن حال الشخص في الرؤيا قد يدلُّ على سوء حاله في اليقظة، إذا كان حاله في الواقع يدلُّ على فساده، بينما قد يدلُّ سوء حال الشخص في الرؤيا على حُسن حاله في اليقظة، إذا كان حاله في الواقع يدلُّ على صلاحه.
وبالتالي فمن المهم جدًّا قبل الحكم على الناس من خلال الرؤى التحرِّي عن أحوالهم حتَّى يستطيع الشخص أن يحكم عليهم من خلال الرؤى باطمئنان وثقة.
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة العاشرة
قد تأتي الرموز مخالفة للواقع في الرؤيا للدلالة على أمر غير واقع في اليقظة بإذن الله (تعالى)
================
نفترض أنَّ امرأة مسلمة صالحة تخشى أن يقوم زوجها بتطليقها، فدعت الله (عزَّ وجلَّ) بعد صلاة فجر يوم الجمعة في فصل الصيف ألَّا يحدث ذلك، فنامت ورأت في منامها التالي:
رأت كأنـَّها وزوجها في بيتهما القديم (قام الزوجان ببيع هذا البيت في الواقع منذ زمن)، وأنَّهما يجلسان بحضرة الموظَّف المختص بتوقيع الطلاق، وهو نفس الموظف الذي تمَّ على يديه تحرير زواجهما من قبل (توفِّي هذا الرجل في الواقع منذ عدَّة سنوات)، ثم تحدث الزوج إلى الموظف، وقال له: «أرجوك يا أخي أن تنتهي من تحرير الطلاق الآن وبسرعة؛ لأنَّ عندي عمل اليوم، ولا أريد أن أتأخر عليه أكثر من ذلك»، وفي أثناء هذا الكلام كانت الأمطار تهطل بغزارة، وتضرب زجاج البيت، ثم انتهت الرؤيا.
لاحظ جيِّدًا الرموز التي وردت في هذه الرؤيا، وعلاقة كلِّ رمز بحالته في الواقع، فأمَّا البيت فقد بيع، ولا وجود له في حياة الزوجين، وأمَّا محرِّر الطلاق فقد مات، ولا وجود له في الدنيا، وأمَّا الزوج المتعجِّل على الطلاق لأن عنده عمل اليوم، فاليوم يوم الجمعة، وهو يوم عطلة عند هذا الزوج، وأمَّا الأمطار التي تهطل بغزارة، فإنَّ الأمطار لا تهطل على هذه البلاد في هذا الوقت في فصل الصيف.
لاحظ كيف أتت كلُّ الرموز في الرؤيا مُخالفة للواقع تمامًا، واستَنتِج معي هذه القاعدة المهمَّة في تفسير الرؤى، وهي أنـَّه قد تأتي الرموز في الرؤيا مختلفة عن حالتها في الواقع للدلالة على عدم تحقُّق شيء ما. وبالتالي يكون تفسير هذه الرؤيا أن الزوج لن يُطلِّق زوجته بمشيئة الله (تعالى).
ومن أمثلة ذلك أيضًا: نفترض أنَّ تلميذًا مُسلمًا مجتهدًا قد اقترب موعد اختباراته المدرسية النهائيـَّة، وأنـَّه يخشى ألَّا يحصل على درجات جيِّدة في اختبار الرياضيات، نفترض أنَّ هذا التلميذ قد نام، فرأى في منامه أنـَّه في مدرسة قريبة من مدرسته يؤدِّي هذا الاختبار (هذه المدرسة مخصَّصة في الواقع للبنات فقط)، وأنَّ الاختبار عسير جدًّا، وأنـَّه يؤدِّي هذا الاختبار في اللَّيل (لا يؤدِّي التلميذ اختباراته المدرسيَّة إلا في النهار فقط)، وأنَّ أحد المدرِّسين من الذين يعرفهم يشرف عليه وعلى زملائه التلاميذ أثناء أدائهم للاختبار (استقال هذا المدرس من المدرسة في الواقع وسافر خارج البلد).
لاحظ في هذه الرؤيا أنَّ جميع الرموز التي وردت فيها مخالفة للواقع، فالمدرسة للبنات، ولا يمكن للتلميذ أن يؤدِّي الاختبارات فيها، والمدرِّس المشرف ترك البلد وسافر، والوقت ليل، ولا يؤدِّي الطالب اختباراته في اللَّيل، أما عُسر الاختبار، فهو تيسير من الله (تعالى) على التلميذ بمشيئة الله (عزَّ وجلَّ)، وفضله وكرمه (سبحانه) (انظر قاعدة التأويل بعكس المعنى).
ومن أمثلة ذلك أيضًا: نفترض أنَّ رجلًا مسلمًا مُوهمًا بالمرض، يعتقد دائمًا أنـَّه مريض بدون سبب. ونفترض أنَّ هذا الرجل قد نام فرأى نفسه في المنام وكأنـَّه يرقد في مستشفى ذي اسم معيَّن يعرفه (هذه المستشفى قد تمَّ هدم مبناها منذ زمن، وانتهى عملها في البلد منذ قديم).
لاحظ في هذه الرؤيا، أنَّ المستشفى التي رأى الرجل نفسه فيها غير موجودة في الواقع أصلًا. وبالتالي، فتفسير الرؤيا أنـَّه ليس مريضًا بإذن الله (عزَّ وجلَّ)، وفضله وكرمه (سبحانه).
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الحادية عشر
إذا رأى مسلم في المنام أنـَّه يحدث نفسه بما يخاف أو يقلق منه أو لا يتكلم به، دلَّ ذلك على أنَّ الله (تعالى) يحفظه منه بإذن الله (عزَّ وجلَّ) وفضله وكرمه (سبحانه)
=============
إذا كان حديث النفس في الرؤيا بشيء مخيف أو مقلق من أمور الماضي فقد يدلُّ ذلك على:
1. أنَّ هذا الشيء وهم لا أساس له، أو لم يحدث أصلًا كما قد يتصوَّر الرائي في الواقع.
2. أنَّ الله (تعالى) يحفظ المسلم من تبعاته المحتملة إن كان قد حدث فعلًا في الواقع.
3. أنَّ الله (تعالى) يعوضه عنه خيرًا عن الأضرار التي أصابته منه إن كان قد حدث فعلًا في الواقع.
إذا كان حديث النفس بشيء مخيف أو مقلق من أمور المستقبل (أي لم يتحقَّق أصلًا في الواقع)، فقد يدلُّ ذلك على أنَّ هذا الشيء لن يحدث بمشيئة الله (تعالى).
ومعنى ذلك أن يرى المسلم في منامه وكأنه يحدث نفسه بشيء معين يخاف منه في الواقع دون أن يتكلم به في الرؤيا كأن ترى فتاة مثلاً في المنام أنها تحدث نفسها أنها ستتزوج زواجاً تعيساً أو أنها ستُطلَّق قريباً أو كأن يرى شخص في المنام أنه يخاف من أن يصاب بمرض خطير دون أن يتحدث به في الرؤيا...إلخ.
وتقوم هذه القاعدة على قول النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «إنَّ الله تجاوز لأُمَّتـي ما حدَّثَت به أنفُسها ما لم يتكلَّموا أو يعملوا به» (مُتَّفق عليه).
فعدم الكلام هنا لا يكتب على المسلم في عمله، فهو غير مكتوب عليه، غير موجود في واقعه، وبالتالي فكأنَّ عدم الكلام بالشيء في الرؤيا يدلُّ على أن الله (تعالى) لا يكتبه عليه (من قدَرِه)، أو أنَّ هذا الشيء لا يحدث في واقعه بمشيئة الله (عزَّ وجلَّ) وفضله وكرمه (سبحانه).
وممَّا يزيد من احتمال دلالة هذه النوعيَّة الرؤيا على حفظ الله (تعالى) للمسلم من هذا الشيء الذي حدَّث به نفسه في الرؤيا ولم يتكلَّم به، هو أن يكون المسلم خائفًا من هذا الشيء في واقع حياته فعلًا. نسأل الله (تعالى) البشرى بالخير لكلِّ مسلم ومسلمة، والعفو والعافية لهم من كلِّ بلاء في الدنيا والآخرة. آمين. والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الثانية عشر
إذا رأى مسلم ذكر في المنام أنثى مبتلاه ببلاء، أو رأت مسلمة أنثى في المنام ذكرًا مبتلى ببلاء، دلَّ ذلك على حفظ الله (تعالى) للرائي من البلاء بإذن الله (تعالى) وفضله وكرمه (سبحانه)
================
ومعنى ذلك أن يرى المسلم في المنام شخصًا من الجنس الآخر (ذكر يرى أنثى أو أنثى ترى ذكرًا) مبتلى ببلاء معيَّن، فقد يدلُّ ذلك على حفظ الله (تعالى) للرائي من هذا البلاء.
ومثال ذلك أنَّ يرى المسلم امرأة مريضة بمرض معيَّن أو أن ترى امرأة رجلًا مطلَّقًا...وهكذا. فيُحتمل أنَّ يدل ذلك للرائي على الحفظ من الله (عزَّ وجلَّ) من هذه البلاءات بإذن الله (تعالى) وفضله كرمه (سبحانه).
وتقوم هذه القاعدة على قول الله (تعالى):﴿...وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى...﴾(آل عمران:36). وكأنَّ الجنس المختلف للشخص المبتلى في الرؤيا عن جنس الرائي يدلُّ على نفي حالة المرئيِّ عن الرائي، أي نفي البلاء عن الرائي.
وممَّا يزيد من قوَّة دلالة هذه النوعيَّة من الرؤى هو أن يكون المرئيُّ المبتلى مجهولًا؛ لأنَّ المجهول في الرؤيا أقوى في الدلالة على معنى، بعكس المعروف الذي قد يدلُّ بشكل أكبر على مثيله، وكذلك ممَّا يقوي هذه الرؤيا هو أن يكون المسلم خائفًا في الواقع من هذا البلاء الذي رأى الشخص مبتلى به في الرؤيا. نسأل الله (تعالى) العفو والعافية والسلامة والسعادة لكلِّ مسلم ومسلمة. آمين
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الثالثة عشر
كلمة "لَـوْ" في رؤيا المسلم تدلُّ على عدم وقوع ما بعدها لاسيَّما إذا كان شرًّا أو ممَّا يخيف المسلم في الواقع بإذن الله (تعالى) وكرمه وفضله (
ومعنى ذلك أنـَّه إذا رأى مسلم في المنام شيئًا يخيفه سواء تحدَّث به أو تحدَّث به غيره مسبوقًا بكلمة "لو" الشرطيَّة، فقد يدلُّ ذلك على وهم ما بعدها، وأنـَّه لا يقع بإذن الله (تعالى) وفضله وكرمه (سبحانه)، لاسيَّما إذا كان ما أعقب كلمة "لو" شرًّا أو بلاء يخشاه المسلم.
ومن أمثلة ذلك: أن ترى امرأة في المنام أنـَّها تشاهد برنامج في التلفاز، وتسمع المذيعة تقول: لو اكتشفت أنَّ زوجك يخونك، وسبَّب لك ذلك صدمة نفسيَّة مؤلمة، فلا بدَّ أن تطلبي الطلاق فورًا.
فهنا، كلمة "لو" في الرؤيا قد تدلُّ على أنَّ ما بعدها لا يصيب المرأة الرائية بإذن الله (تعالى)، يحفظها الله (عزَّ وجلَّ) منه بكرمه وفضله (سبحانه).
وتقوم هذه القاعدة على قول النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «...وإن أصابك شيء، فلا تَقُل: لو أنـِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قُل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان» (رواه مسلم). وكأنَّ ما يعقب كلمة "لو" في الرؤيا يدلُّ على الأوهام وما هو غير واقع في قضاء الرائي وقدره بإذن الله (تعالى) وفضله وكرمه (سبحانه).
وقد ورد في القرآن الكريم كذلك ما فيه ما هو غير متحقِّق بعد كلمة "لو"، أو كما في قول الله (تعالى):﴿الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾(آل عمران:168).
نسأل الله (عزَّ وجلَّ) أن يحفظ كل مسلم ومسلمة من كلِّ مصيبة وبلاء. آمين
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الرابعة عشر
إذا رأى المسلم أنَّه يسأل (أو سؤالًا) عن البلاء أو أهله في الرؤيا، أو أنـَّه يتعلَّم أو يقرأ شيئًا عنه أو يتعرَّف عليه بأيـَّة كيفيـَّة نجى منه ومن أحوال المصابين به بإذن الله (تعالى) وفضله وكرمه ورحمته (سبحانه)
================
ومعنى ذلك أنـَّه إذا رأى المسلم في المنام أنـَّه يسأل عن شخص (أو أشخاص) مبتلى بشيء معيَّن، أو أنـَّه يتعلَّم عن هذا البلاء، أو يقرأ كتابًا عنه، أو يخبره شخص بمعلومات عنه، كلُّ ذلك في الرؤيا قد يدلُّ على حفظ الرائي من البلاء.
ومن أمثلة ذلك: أن يرى مسلم في منامه أنـَّه ذاهب لزيارة مريض في المستشفى، ويسأل موظف الاستقبال: أين المريض؟ ما هي أسباب مرضه؟...إلخ، أو أن ترى امرأة متزوِّجة في منامها أنـَّها تقرأ مقالًا في مجلَّة عن الطلاق، أو أن يرى مسلم في منامه أنـَّه يحضر مؤتمرًا للتوعية بأمراض الكبد...إلخ.
وتقوم هذه القاعدة على قول الصحابيِّ حذيفة بن اليمان (رضي الله تعالى عنه): «كان الناس يسألون رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) عن الخير، وكنت أسألُهُ عن الشرِّ، مخافة أن يدركني» (مُتَّفق عليه).
فمن سأل عن البلاء أو الشرِّ في الرؤيا، أو عرفه وتعلَّمه، نجى منه في اليقظة بإذن الله (تعالى) وفضله وكرمه (سبحانه).
نسأل الله (عزَّ وجلَّ) العفو والعافية لكلِّ مسلم ومسلمة من أهل البلاء، وأن يحفظهم الله (تعالى) من كلِّ مصيبة. آمين
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الخامسة عشر
من خاف شيئًا في المنام أمن منه في اليقظة، ومن حزن على شيء في المنام زالت أسباب حزنه وتحوَّلت فرحًا وسرورًا بإذن الله (تعالى) وكرمه وفضله ورحمته (سبحانه)
==============
ومعنى ذلك أن يرى المسلم في المنام أنـَّه يخاف من شيء معيَّن أو بلاء أو مصيبة أو شخص مؤذٍ. فإنَّ ذلك قد يكون بشرى بالأمن والحفظ للمؤمن من هذه الأمور. وكذلك أن يرى المسلم أنـَّه حزين على شيء في المنام، فعسى الله (تعالى) أن يزيل أسباب حزنه ويعوِّضه خيرًا عمَّا حزن عليه.
وتقوم هذه القاعدة على الحديث القدسيِّ:«قال الله (عزَّ وجلَّ): وعِزَّتي لا أجمع لعبدي أمنَيْن ولا خوفَيْن...»(السلسلة الصحيحة).
وكذلك قول الله (تعالى):﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾(يونس:62).
وكذلك قول الله (تعالى):﴿...أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا...﴾(فصلت:30).
وممَّا يقوِّي هذه القاعدة ويجعلها أولى بالتطبيق أن يكون ما يخافه المؤمن في منامه أو يحزن منه فيه يخيفه أو يحزنه فعلًا في يقظته.
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة السادسة عشر
رؤيا الظلم أو الغُبن يتم قلب تفسيرها لتكون في مصلحة الرائي
=================
هذه القاعدة هي من أصعب القواعد في تفسير الرؤى والتي لا يقدر على تطبيقها إلَّا من أكرمهم الله (تعالى) بموهبة وعلم في تفسير الرؤى.
والمقصود بهذه القاعدة أنَّ كلَّ ما يراه مسلم في منامه من أحداث ويمكن وصفه بأنـَّه نوع من الظلم، أو الإساءة، أو الانتقاص، أو الإضعاف، أو التصغير له ولمكانته فإنَّ هذه الرموز يتمُّ قلب معناها في التفسير (راجع قاعدة التفسير بقلب المعنى)، فيتحوَّل هذا الظاهر المؤلم لهذه الرموز إلى تفسير طيِّب متفائل يسُر الرائي.
ولكن من المهمِّ أيضًا أن يدرك الشخص الذي يفسِّر هذا النوع من رموز الرؤى أنَّ هذا التفسير المقلوب لا بدَّ أن يتناسب مع طبيعة الرموز المفسَّرة نفسها وألَّا يفقد ارتباطه بها تمامًا.
فعلى سبيل المثال: شخص مسلم أحسبه من الصالحين طلَّق زوجته بعد أن سبـَّبت له معاناة وألمًا وضيقًا. فرأى نفسه في المنام وكأنـَّه يقول عنها: أنا لست حزينًا عليك، فأنت إنسانة حقيرة لا تستحقِّين ذلك، ولكنـِّي حزين على نفسي وما سبَّبتِهِ لي من إذلال أو إهانة.
هذا الكلام في الرؤيا يتَّضح فيه الظُّلم والغُبن الذي يعاني منه الرائي. وبناء على ذلك ينبغي قلب معنى هذه الجملة عند تفسيرها بما يصبُّ في مصلحة الرائي وسعادته، وفي نفس الوقت لا بدَّ ألَّا يفقد التفسير ارتباطه بهذا الكلام.
فمثلًا يمكن تفسير هذه الرؤيا كالتالي:
- أنا لست حزينًا عليك، فأنت إنسانة حقيرة لا تستحقين ذلك.
- التفسير: يكرمك الله (تعالى) بإنسانة عظيمة تستحق منك كلَّ اهتمام وتكريم ومؤازرة وإشفاق على ما قد يكون لديها من أحزان أو هموم بإذن الله (تعالى).
- أنا حزين على نفسي وما سبَّبته لي من إذلال أو إهانة
- التفسير: ستنال بسبب هذه المرأة مكانة كريمة ومنزلة عظيمة وسعادة وسرور بإذن الله (تعالى).
لا حظ في المثال السابق كيف تمَّ قلب المعنى في التفسير ولاحظ أيضًا أنـَّه ما زال هناك ارتباط بين الكلام في الرؤيا والتفسير نفسه.
فمثلًا في الجملة الأولى:
- أنت إنسانة حقيرة = بشرى بزوجة عظيمة
- أنا لست حزينًا عليك = مُشفق على زوجته من الهمِّ
- أنت لا تستحقين ذلك = زوجة تستحق كلِّ خير
بينما في الجملة الثانية:
- أنا حزين على نفسي = بشرى بسعادة وسرور
- إهانة وإذلال = تكريم ورفعة شأن
ومن ضمن أمثلة هذه القاعدة أيضًا ما رآه أحد المسلمين نحسبه من الصالحين، كانت له زوجه غدرت به وتركته وتخلَّت عنه في محنته، فرأى نفسه في المنام وكأنـَّه يقول عنها في بداية الرؤيا: سبابًا لم يتذكَّره عندما استيقظ، ثمَّ قال بعد ذلك في الرؤيا نفسها: [كنت] أعلم من البداية أنـَّك سَتَمشِين (أي تتركيني باللغة العامِّيَّة المصريَّة)، ولكن كان ينقصني فقط أن أعرف ما هو توقيت ذلك.
ويمكن تفسير هذه الرؤيا باستخدام هذه القاعدة كالتالي:
- سباب لا يتذكَّره = زوجة جامعة لكل صفات الجمال والكمال البشري؛ لأنـَّه سباب عام هنا لا يذكره الرائي. وبالتالي تم قلب المعنى على عموم الصفات الطيبة دون تحديد لصفة معينة
- [كنت] أعلم من البداية أنـَّك ستمشين = زوجة محبـَّة متمسِّكة بزوجها.
- ولكن كان ينقصني فقط أن أعرف ما هو توقيت ذلك = زواج يستمرُّ مدى الحياة بمشيئة الله (تعالى).
لاحظ في المثال السابق كيف تمَّ قلب المعنى بما يناسب مصلحة الرائي المسلم مع الحفاظ على ارتباط التفسير بالرمز الأصليِّ.
وعندما حكى لي صاحب هذه الرؤيا حكايته أخبرته بأنـَّها ربَّما تحمل له المزيد من المعاني عن هذه الزوجة أيضًا، وهي أنَّ المبادرة في طلب الزواج ستكون منها هي وليست منك أنت، وأنَّها ستكون امرأة صالحة، وسينالك من هذه الزوجة خير عظيم، وربَّما تكون زوجة أجنبيَّة بإذن الله (تعالى)، وفضله وكرمه (سبحانه).
فتعجَّب السائل وسألني عن كيفيَّة استنتاج هذه المعلومات.
فأخبرته أنَّ كلمة «تمشي» في رؤياك تتطابق مع كلمة في قول الله (تعالى): ﴿فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء...﴾ (القصص:25). هكذا استنتجت هذه التفاصيل في موضوع زواجك من خلال قصَّة زواج موسى (عليه السلام) (راجع قاعدة تفسير الرؤى بآيات القرآن الكريم - التفسير بتشابه الألفاظ)، فقد كانت المرأة صالحة، وأجنبيَّة، وكانت المبادرة في طلب الزواج من أبيها، ونال موسى (عليه السلام) على يديها خيرًا.
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة السابعة عشر
إذا رأى المسلم الصالح نفسه قد دخل مكانًا يخشى منه في الواقع، أمِن شرَّه بإذن الله (تعالى) وفضله وكرمه (سبحانه)
==============
المقصود بهذه القاعدة هو أنَّ المسلم الصالح إذا رأى نفسه في المنام يدخل إلى مكان يخشى الدخول إليه في الواقع، فعسى أن تكون هذه بشرى له من الله (تعالى) بألَّا يصيبه أذى في هذا المكان أو بسببه أو مثيله.
ويدلُّ على هذه القاعدة قول الله (تعالى): ﴿...وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا...﴾ (آل عمران: 97).
والله تعالى أعلم.
القاعدة الثامنة عشر
الكثرة في المـنام مذمومة، والقِلَّة محمودة، والبدايات مذمومة، والخواتيم محمودة
============
الكثرة في الأشخاص أو الأشياء مذمومة المعنى في كثير من الرؤى؛ لأنَّها مذمومة في القرآن الكريم في غير موضع، يقول الله(تعالى):﴿...وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾[الأعراف:187]، ﴿...وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ﴾[هود:17]،﴿...وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾[يوسف:106]، ﴿...وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾[البقرة:243]، ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا...﴾[البقرة:109]، ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام:116]، وبالتالي فالكثرة في المنام قد تدل على الجهل، والشِّرك بالله (عزَّ وجلَّ) ، وإضلال الناس وإفسادهم، وكُفر العقيدة والنعمة (والعياذ بالله [تعالى]).
أمَّا القِلَّة في المنام، فقد تكون محمودة؛ لأنَّها محمودة في القرآن الكريم في غير موضع، يقول الله (تعالى):﴿...وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾[هود:40]، ﴿...وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾[سبأ:13]، ﴿...كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ...﴾[البقرة:249]، ﴿قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا﴾[الإسراء:62]، ﴿...فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ...﴾[البقرة:246]،وبالتالي، فقد تدلُّ القِلَّة في المنام على العلم، والإيمان، والأخلاق، والغَلَبة، والحفظ من الله (عزَّ وجلَّ).
ومع ذلك، فمن المهمِّ أن يراعي المفسِّر أنَّ الأصل في الرؤى التي تخصُّ الصالحين أنَّها تفسَّر على الخير، وأنَّ الأصل في الرؤى التي تخصُّ الفاسدين أنَّها تفسَّر على السوء بصرف النظر عن هذه القاعدة أو غيرها.
أمَّا البدايات المذمومة في الرؤيا والخواتيم المحمودة، فإنَّ لكلِّ شيء بداية، وله نهاية أيضًا، فمثلًا، للسَنَة بداية، ولها نهاية، وللأسبوع بداية، وله نهاية، وللكتاب بداية، وله نهاية...إلخ.
وهكذا، فأفضل شهر في المنام في السنة الميلادية في المنام هو أوَّل شهر (يناير) وأفضلها هو آخر شهر (ديسمبر)، وأسوأ أيام الأسبوع في المنام السبت والأحد، وأفضلها الجمعة...وهكذا.
والسبب في هذه القاعدة هو السياق العام لجميع قصص الأنبياء والصالحين، وهو معاناة وهموم في البدايات، ثُمَّ نصر، وفرج، ونعيم في الخواتيم؛ ولهذا ذُمَّت البدايات في الرؤى، وحُمِدَت الخواتيم فيها، وكذلك جاء في الأمثال السائرة والتعبيرات الدارجة: العبرة بالخواتيم، من يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا...إلخ.
وأذكر في هذا السياق أنِّي رأيت في المنام شابًّا «مسلمًـا» من جيراني في مصر، وكنت أعرف أنـَّه إنسان فاسد، وتافه، ولا يُصلِّي، ولا يعرف الله (عزَّ وجلَّ) مطلقًا، حتى أنـَّه عندما أراد أن يتزوَّج، ذهب لخطبة فتاة في مثل أخلاقه.
رأيت هذا الشاب في المنام أنِّي أسأله: متى ستتزوَّج؟ قال: في شهر يناير إن شاء الله.
فعسى أن تكون هذه الرؤيا عقوبة له من الله (تعالى) في موضوع زواجه المنتظر، فشهر يناير هو الأسوأ في المنام كما قلنا؛ لأنـَّه يندرج تحت تصنيف البدايات. ومن العجيب أيضًا أنِّي قد رأيت هذه الرؤيا في شهر يناير، وهو ما قد يدلُّ على قرب نزول هذه العقوبة (راجع السؤال الخاص بعلامات قرب تحقق الرؤيا في سياق هذا البحث). وممَّا يقوِّي هذا التفسير أيضًا فساد الرائي وأحواله.
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة التاسعة عشر
من زاره شخص في بيته، وكان الرائي يخشى منه في الواقع، أو من شيء له علاقة به، كفى الله (تعالى) الرائي شرَّه أو مثيله أو شيء يتعلَّق به.
==============
والدليل على هذه القاعدة قول الله (تعالى): ﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53)﴾ [سورة الحجر]
وكذلك قول الله (تعالى): ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28)﴾ [سورة الذاريات].
ومعنى: مثيله: شخص يشبهه في شيء أو صفة أو حالة.
ومعنى: شيء يتعلَّق به: معنى معين أو شيء معين أو موقف معين يرتبط بهذا الشخص.
القاعدة العشرون
من رأى في المنام من هو أدنى منه منـزلة دينًا أو دنيا قد نال شيئًا أو فعل شيئًا كان ذلك بشرى للرائي بما هو مثله وأكبر منه.
==============
ومعنى ذلك أنَّه إذا رأى مسلم في المنام شخصًا أقلَّ منه في الالتزام الديني والأخلاقي أو أقلَّ منه مالًا أو جاهًا أو حَسَبًا يفعل شيئًا أو رآه في موقف معيَّن، فهذه قد تكون بشرى للرائي بنيل ما هو أفضل منه بإذن الله (تعالى).
ومن أمثلة ذلك، أن ترى في المنام من هو أقلَّ منك في مستوى العلم أو التعليم قد حصل على وظيفة محترمة، وأنت في الواقع لديك مشاكل في الحصول على عمل، فتكون هذه بشرى بأنَّك سوف تحصل على عمل أفضل منه، أو أن ترى شخصًا أقل منك تقوى قد تزوَّج بامرأة صالحة ذات دين وخلق، فيدلُّ ذلك على زواجك بمن هي أفضل منها، أو أن ترى شخصًا أقلَّ منك تقوى قد نجا من مصيبة، فتكون بشرى لك أنت أيضًا بنجاة أكبر من مصيبة مثلها؛ لأنَّك أفضل منه دينًا وخُلُقًا، أو أن ترى أنَّ شخصًا لا تنطبق عليه الشروط في شيء قد نجح فيه، وأنت تنطبق عليك في الواقع شروطًا أكثر منه في هذا الشيء، فتكون بشرى لك بنجاح أكبر منه في أمر مشابه.
وإذا رأت امرأة في المنام من هي أقلَّ منها دينًا أو خُلُقًا أو حَسَبًا قد تزوَّجت برجل عظيم، فهي بشرى للرائية بالزواج بمن هو أعظم منه. وإذا رأى تلميذ أنَّ زميله الأدنى منه تحصيلًا قد نجح في الامتحان بتفوُّق، فهي بشرى بتفوُّق الرائي عليه بإذن الله تعالى.
والدليل على هذه القاعدة هو ارتباط النعمة والحظوظ في الدنيا غالبًا بالأسباب التي فضَّل الله (تعالى) الناس بعضهم على بعض بها، فالأفضل تعليمًا هو عادة من يحصل على وظيفة أفضل، والأكثر خُلُقًا ودينًا وحَسَبًا هي عادة من تحصل على زوج أفضل، وهكذا...وبالتالي كان تفسير رؤيا حصول النعمة لمن هو أدنى أنَّها حصول نعمة أكبر لمن هو أعلى من باب أولى.
فمن رأى من هو أدنى من دينًا قد حفظه الله (تعالى) من مصيبة، فهو بالحفظ من المصيبة أولى، ويكون هذا هو تفسير الرؤيا...وهكذا.
ومع ذلك، يُفضَّل استخدام هذه القاعدة في تفسير الرؤيا إذا كان الشخص الأدنى من الرائي والظاهر في الرؤيا لا تربطه بالرائي ارتباطات أو مواقف أو علاقات خاصَّة أو قويَّة وقت الرؤيا؛ لأنَّه في هذه الحالة، فقد يدخل احتمال أن تدلَّ هذه الرؤيا على شيء له علاقة بهذه الارتباطات أو المواقف أو العلاقات المصاحبة لوقت الرؤيا.
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الواحدة والعشرون
من اجتنب الزنا أو الشذوذ في المنام نجا من شرٍّ عظيم في اليقظة
================
لأنَّ هذه الأعمال من المؤذيات التي توعَّد الله (تعالى) فاعلها بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة، وبالتالي فاجتنابها واجتناب أهلها وفاعليها في المنام بشرى - بإذن الله تعالى - بالنجاة من هموم وبلاءات بفضل الله (عزَّ وجلَّ)، والعكس صحيح، يقول الله (تعالى): ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾(الإسراء:32)
ولكن ليس معنى هذا أنَّ كلَّ من رأى في المنام أنَّه فعل ذلك أنَّها رؤيا سوء، ولكن يؤخذ في الاعتبارصلاح الرائي أو فساده، وسياق الرؤيا نفسها، وهل يعلم الرائي أثناء الرؤيا أنَّ ما يفعله هذا فساد أم لا؟
وأذكر أنَّ رجلًا نحسبه من الصالحين قد جائني ذات مرَّة، فقصَّ عليَّ رؤيا أنَّ له أخًا فاسد الأخلاق، قليل التقوى، يراه في المنام جالسًا بين جماعة من الشاذِّين (الذين يعملون عمل قوم لوط)، وكأنَّه مستقرٌّ بينهم دون أيِّ انزعاج أو ضيق. فقلت له: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فليحذر أخوك من عقوبة الله (عزَّ وجلَّ).
والله (تعالى) أعلم.
القاعدة الثانية والعشرون
من مدح شخصًا في المنام أو داراه نجا من شرِّه وأذاه في اليقظة، هو أو مثيله أو ما يمثِّله من معنى
==============
لأنَّها أساليب يستخدمها الشخص للنجاة من أذى الأشرار أو عدم استفزازهم، يقول الله (تعالى) على لسان فتى من أهل الكهف: ﴿...قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)﴾ (سورة الكهف).
فربَّما تدلُّ مدارة الشخص أو مدحه في المنام على النجاة من أذاه هو نفسه، أو من أذى أشخاص آخرين يرتبطون به، أو من أذى عمل معيَّن يرتبط به، أو معنى معيَّن يرتبط به. ويُراعى عند التفسير أحوال الرائي وسياق الرؤيا.
القاعدة الثالثة والعشرون
من سأل شخصًا سؤالًا في المنام، فلم يجد إجابة تيسَّر له أمر أو نجا من مشقَّة عظيمة ذات علاقة بموضوع السؤال
============
وهذه ظاهرة قد تحدث عند بعض الرائين في آخر الرؤيا عادة، وربَّما في أيِّ موضع فيها، فتجد أنَّ الرائي يسأل سؤالًا في الرؤيا، أو في آخرها عادة فلا يجد إجابة، أو يستيقظ قبل أن يجد إجابة للسؤال. ومثل هذا النوع من الرموز يكون غالبًا بشرى للرائي الصالح - بفضل الله (تعالى) - بالحفظ من بلاء أو همٍّ عظيم له علاقة بموضوع هذا السؤال. ويقوم المفسِّر باستنتاج هذا الموضوع من خلال ما تحتمله الرؤيا من معانٍ، وأكثرها ملائمة لأحوال الرائي وسياق الرؤيا.
والدليل على هذه القاعدة حديث النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «أيُّها الناس! قد فَرَضَ الله عليكم الحجَّ فحجُّوا، فقال رجل: أكلُّ عام؟ يا رسول الله! فسَكَت، حتَّى قالها ثلاثًا. فقال رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) لو قُلتُ : نعم، لَوَجَبَت. ولما استطعتم...» (مُتَّفق عليه).
القاعدة الرابعة والعشرون
كلام أهل الباطل للصالحين في المنام كذب لا أساس له
==============
في بعض الرؤى قد يأتي كلام على لسان أشخاص اشتهروا بالكذب والنفاق بهدف أن يُفسَّر بالعكس أو بنفي معناه. فعلى المفسِّر أن يراعي أنَّ كلام السوء الذي يراه الصالح على لسان شخص فاسد في الرؤيا أن يتمَّ تفسيره على أنَّه نفي لهذا الكلام أو تكذيب لفحواه. ومن أمثلة ذلك أن يرى أحد الصالحين في المنام شخصًا فاسدًا يتوعَّده بالأذى أو يفتري عليه دون وجه حقٍّ، فلعلَّها تكون بشرى له بالحفظ من هذا الأذى أو الافتراء بمشيئة الله (تعالى) وفضله وكرمه (سبحانه).
والله تعالى أعلم.
القاعدة الخامسة والعشرون
من رأى في المنام أنـَّه فعل شيئًا طيِّبا في الرؤيا، وكان قد فعله سابقًا في اليقظة، ازداد منه خيرًا أو انتهت مشكلة لها علاقة به بفضل الله (تعالى) وكرمه ورحمته.
=============
والدليل على هذه القاعدة قول الله (تعالى): ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ...﴾ [النساء:136]. ومن أمثلة ذلك رؤيا امرأة متـزوجة ولديها مشاكل مع زوجها أنَّها تتزوجه مرة أخرى، أو رؤيا شخص لديه مشاكل في عمله أنَّه يقوم بإجراءات التعيين التي قام بها سابقا... إلخ .
تم بتصرف ...
فضيله الشيخ زياد الرفاعي
الكويت(0096599290775)
رساله ذات اولويه قصوي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء كتابة التعليق او السؤال ان وجد مع مراعاة ادب الخطاب والسؤال من الجميع اعضاءا وزوارا واي رساله مخالفه ستحذف ويتم اتخاذ الاجراءات القانونيه في حق اصحابها....