هو مرض عصابي يظهر علي هيئة أفكار تسلطية ومخاوف واندفاعات تضطرك لتكرارها باستمرار وإن لم تتماشَ مع الفكرة ولم تقم بتكرارها فإن ذلك يشعرك بالتوتر الذي لا يزول إلا بتكرار الفعل مرة تلو أخرى حتى يصبح سلوكا قهريا خارجا عن الاعتدال ، مع علمك علم اليقين أن هذه المخاوف والأفكار غير صحيحة واقتناعك بتفاهتها مما قد يوصلك لحالة من الشعور بالذنب والإنهاك وقد يتداخل شعورك الاكتئاب.
يصيب الوسواس القهري مانسبته 1 لكل 50 شخص على مستوى العالم، و ما لا يقل عن ستة ملايين عربي وهو في زيادة مستمرة و تتساوى نسبة المرض بين الذكور والإناث عدا سن الطفولة فإنه يزداد عند الذكور بنسبة 25% حتى سن 15 سنة.
استمرار الوسواس القهري يؤثر سلبا في حياة المصاب وحتى أحيانا الآخرين، هذا التأثير يمتد ليصل لتعاملاته مع أهله وذويه بنسبة تصل ل70% من المصابين،وحتى أحيانا تواصله مع المجتمع المحيط وبيئة عمله.
أنت تستمر في متابعة إطفاء مصابيح المنزل قبل خروجك للعمل والتأكد من إغلاق النوافذ والأبواب وتكرار التأكد لمدة ساعة أو ساعتين في كل مرة تريد فيها الخروج، أو تغسل يديك بالصابون جيدا لأنها ليست نظيفة ثم تعيد غسلها مرة تلو مرة قد تصل إلى عشر مرات ثم تقوم بالتكرار لأنك أخطأت العد لتجد نفسك في دوامة من الإنهاك تعزلك عن التواصل مع الآخرين لساعات،تنتابك الوسوسة المستمرة في الصلاة أو الوضوء بصورة متكررة، أنت تسرق باستمرار وبدون دوافع ولا تستطيع إيقاف نفسك وحتى أنك قد تسلم نفسك للشرطة! لديك هوس بالنظافة والترتيب لدرجة اللامعقول، وفي الغالب فأنت تخشى أن تخبر الآخرين بما عندك خشية اتهامك بالجنون في هذه الحالة أنت مصنف ضمن مرضى الوسواس القهري.
ما الذي قد يسبب الوسواس القهري؟
– نقص نشاطية السيروتونين: وهو مادة كيميائية تعمل كناقل عصبي مهم يقلل من أعراض الوسواس القهري
– مرض مناعي ذاتي لاحق لالتهاب الحنجرة: هناك نوع من البكتريا العقدية المسببة لالتهاب الحلق لدى الأطفال، هذا الالتهاب ينتج عنه تكون أجسام مضادة تهاجم البكتريا داخل الجسم وتتنتهي بمهاجمة الجسم نفسه، ممايسبب مرضا ذاتيا يتطور مع الزمن لتظهر أعراض تماثل أعراض الوسواس القهري. وهو يتواجد عادة عند الأطفال من سن ثلاث سنوات وحتى سن البلوغ.
– أسباب عاطفية: كالخروج من صدمة عنيفة خاصة عند الأشخاص الذين لديهم قابلية الإصابة بالمرض.
الأشخاص المصابون بالوسواس القهري عادة ما تكون لديهم اضطرابات صحية عقلية مصاحبة كالاكتئاب، ونقص التغذية، أو المخاوف المتعلقة بالشخصية كرهاب المجتمعات، أو رهاب الانفصال.
1-العلاج السلوكي النفسي :
– مرض الوسواس القهري هو مرض مزمن عليك معاملته كمعاملة مرض الربو أو السكري، والتعايش معه يوميا، ويمكن وضعه تحت السيطرة والتعافي منه في وقته اللحظي. وفي حال توقفك عن علاجك السلوكي أو الطبي فأنت معرض للانتكاس ورجوع الأعراض مرة أخرى.
-الهوس أو الفكرة الوسواسية كيميائيا تحدث أفعالا عقلية هي في الحقيقة مشابهة للفكرة الواقعية الطبيعية لكنها ليست كذلك، إذن عليك أن تميز بين الفكرة الوسواسية القهرية والمخاوف أو القلق العادي يعني أن تجد دليلا واقعيا وسببا لقلقك فلا خوف منه، أما أن تكون مخاوفك يستحوذ عليها الشك وبدون أسباب مقنعة لك أنت نفسك مع تكرارها وإلحاحها عليك فهي وسواسية قهرية.
– بالرغم من مقدرتك على مقاومة الفعل القهري فلن تستطيع – على الأغلب- منع الفكرة الوسواسية.
-هناك فكرة تلح عليك بطريقة متكررة؟ إذا أردت أن تفكر بها أقل فكر بها أكثر ! لأنك إن أردت الهروب من مخاوفك وأسباب قلقك فإن مخاوفك تزداد. الأشخاص المصابون بالوسواس القهري لا يأخذون وقتا طويلا لإدراك أن فكرتهم هذه ليست بواقعية.
– عليك تقبل وجود الفكرة الوسواسية حتى وإن شعرت بتحسن وأن تتعايش معها، لكن الحل يكمن في فكرة عدم التماشي معها بالأفعال ومقاومة الاستجابة لها ولكن إن لم تستطع مقاومة تطبيقها فعليك أن تشغل نفسك بأي شيء حتى لا تقوم بتطبيقها عمليا وبشكل متكرر، قم بتغيير مكانك أو اشغل نفسك مع الآخرين.
– عليك أن لا تعتمد على مساعدة الآخرين من حولك في معالجة هوسك أو مخاوفك، الفكرة تكمن في أنك دائما متواجد معك، أما في حالة اعتمادك عليهم كليا فماذا ستفعل عند إن لم يتواجدوا بالقرب منك ؟ هذا لايمنع إخبارهم بالأمر ولا يوقف دور الأسرة في تدعيم الثقة وهو دليل محبتهم لك فلا تقم بمهاجمتهم.
-بالنسبة للوسواس المتعلق بالجن فهذا أمر غير منفي وجوده في الإسلام كوسوسة الصلاة والوضوء وغير ذلك فعليك بتكرار الاستعاذة من الشيطان والإكثار من الإستغفار. قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) سورة الأعراف 200. فإن الله كفيل أن يكفه عنك ويرد كيده.
2-العلاج الدوائي:
للمعلومة فإن نسبة المرضى الذين تعالجو بواسطة العقاقير الطبية واختفت الأعراض لديهم تماما بدون علاج نفسي لا تتعدى نسبتهم ال20 % ، لذلك لاتعتمد عليها فقط بل يجب تكميل العلاج بالعلاج السلوكي النفسي والذي له الفعالية الكبرى.
– تستخدم العقاقير الطبية كالفافرين والبروزاك كعلاج فعال يخفف من أعراض الوسواس القهري ولا يجب تناولها إلا بعد مراجعة الطبيب لتحديد حجم الجرعات الملائمة من الجرامات.
-سأخبرك بشيء يفيدك أيضا كنوع من العلاج المصاحب:
3-العلاج الغذائي:
4-العلاج بالتمارين:
-أثبتت الدراسات تأثير أداء التمارين الرياضية على الصحة العقلية وذلك بممارستها يوميا لفترة لا تقل عن عشرين دقيقة فلها دور في تقليل أعراض أمراض القلق والتوتر حتى وإن كانت فاعليتها في مرض الوسواس القهري لم تثبت حتى الآن.
وأخيرا في حال وجدت من نفسك ضعفا في مجابهة الوسواس القهري فلا تخف من مقابلة معالج نفسي لمساعدتك في تخطي المرض و أخذ الوصفة الطبية المناسبة لحالتك من الطبيب المختص. واعلم أنه ابتلاء من الله يتطلب منك الصبر والمقاومة وأنت مأجور على ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الرجاء كتابة التعليق او السؤال ان وجد مع مراعاة ادب الخطاب والسؤال من الجميع اعضاءا وزوارا واي رساله مخالفه ستحذف ويتم اتخاذ الاجراءات القانونيه في حق اصحابها....